تعهدت شركة فيسبوك بدراسة فرض قيود على خدمة البث المباشر للفيديوهات “فيسبوك لايف”، وذلك بعد نحو أسبوعين من هجوم نيوزيلندا، الذي جرى بثه عبر منصة التواصل الاجتماعي.
وقالت شيريل ساندبيرغ، مديرة التشغيل في فيسبوك، إن الشركة وافقت على النداءات التي طالبتها بـ”ضرورة فعل المزيد”.
وقتل خمسون شخصا، في هجوم بإطلاق الرصاص، على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا، وجرى بث فيديو مباشر للهجوم عبر فيسبوك، وشوهد الفيديو الأصلي 4 آلاف مرة قبل حذفه.
ومن المقرر أن تراجع نيوزيلندا القوانين التي ترى أنها “غير كافية”، حول خطاب الكراهية.
وقال وزير العدل النيوزيلندي، أندرو ليتل، إن القوانين الحالية لم تعالج “الأشياء الشريرة والبغيضة، التي تُشاهد عبر الإنترنت”، وإن الحكومة ولجنة حقوق الإنسان ستعمل على تقديم مقترحات بهذا الشأن، بحلول نهاية العام.
وحضر أكثر من20 ألف شخص حفل تأبين للضحايا، في مدينة كرايست تشيرتش، يوم الجمعة الماضي.
ومن بين عشرات أصيبوا في الهجوم، لا يزال 21 منهم في المستشفيات، من بينهم 3 في العناية المركزة.
وكتبت ساندبيرغ، في خطابها إلى صحيفة نيوزيلاند هيرالد: “كلنا في فيسبوك نقف إلى جانب الضحايا، وعائلاتهم والجالية المسلمة، وكل النيوزيلنديين”.
وأضافت: “الكثيرون منكم تساءلوا، كيف تستخدم منصات الإنترنت، مثل فيسبوك، في ترويج فيديوهات مروعة للهجوم. لقد سمعنا تعليقاتكم بأن علينا فعل المزيد، ونوافق على ذلك”.
وقالت: “أولا ندرس القيود على البث، على أساس عوامل، مثل الانتهاكات السابقة لمعايير المجتمع”.
وقالت شركة فيسبوك إن أقل من 200 شخص شاهدوا الفيديو مباشرة، والذي بلغت مدته 17 دقيقة، وإن أول بلاغ عن الفيديو جاء، بعد 12 دقيقة من انتهائه.
وبذلت مواقع التواصل الاجتماعي مجهودا مضنيا، لإحتواء فيديو الهجوم، الذي تم نسخه على موقع 8chan لتبادل الملفات، ثم نُسخ ليصل إلى 1.5 مليون نسخة.
ولم تعلن مديرة التشغيل في فيسبوك عن أية تغييرات في سياسة الشركة، لكنها أوضحت كيف ستشدد الشبكة من قواعد استخدام البث المباشر، واتخاذ خطوات أكبر، للتعامل مع خطاب الكراهية على منصاتها.
وأضافت الشركة أنها ستحظر مواد “الإشادة والتأييد، وتمثيل الأفكار القومية البيضاء والانفصالية”، على منصات فيسبوك وانستغرام، بدءا من الأسبوع المقبل.
وتعرضت فيسبوك لانتقادات عنيفة، في نيوزيلندا عقب الهجوم، بسبب عدم استجابتها للمسؤولين هناك.
وكتب رئيس لجنة الخصوصية في نيوزيلندا: “صمتكم إهانة لحزننا”، موجها كلامه إلى المسؤولين التنفيذيين في فيسبوك، وفقا للصحيفة النيوزيلندية.
وقالت شركة فيسبوك إنها تتعاون مع الشرطة النيوزيلندية، بشأن التحقيق في الهجوم.