تضامن عبدالمحسن
تصوير علي الاسدي
في خطوة لديمومة نهج دائرة الفنون الموسيقية نحو ترسيخ الهوية العراقية الفنية عبر الموسيقى، اكتضت قاعة المسرح الوطني بالجمهور البغدادي المتذوق الى الموسيقى التراثية ليشهدوا حفل تخرج الدورة ال٤٣ من طلبة معهد الفنون الموسيقية، مساء يوم الجمعة 2019/4/21، والتي حملت اسم الفنان علاء مجيد.
شهد الحفل السنوي للمعهد حضور دبلوماسي وسياسي وفني اضافة الى وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار جابر الجابري، مدير عام دار الكتب والوثائق علاء ابو الحسن، مدير عام دائرة العلاقات الثقافية فلاح حسن شاكر، معاون مدير عام دائرة الفنون الموسيقية عماد جاسم واساتذة معهد الفنون الموسيقية ومدرسة الموسيقى والباليه.
وكان بعرافة الموسيقي تحرير جاسم جابر الذي تناول تاريخ تأسيس المعهد عام 1970 من قبل الموسيقار الراحل منير بشير، وكان حينها يحمل اسم معهد الدراسات النغمية، وارتبط بدائرة الفنون الموسيقية، بهدف الحفاظ على التراث الموسيقي في العراق، وتخريج كوادر متخصصة بالشأن الموسيقي، ولم يكن المعهد متخصصا بالموسيقى فحسب، بل عد مركزا تراثيا مهما، وكان أسلوب الاساتذة جزءً من الثقافة التي يتذوقها طلبة المعهد مما دفعهم لمحاكاة اساتذتهم في ذلك اسلوبهم الفني.
كما تناول العريف حياة المحتفى به “علاء مجيد” وهو احد خريجي المعهد وعمل على خدمته خلال عمله كمعاون فني فيه، كما ثقافة الوطن وتراثه الى مغتربه في اوربا ليكون قضيته الى العالم عبر نشره الاغاني التراثية العراقية من خلال تأسيسه لفرقة (طيور دجلة)، التي قدمت الموسيقى العراقية بأسلوب علمي اكاديمي مدروس لتحافظ على الموروث العراقي من الاندثار.
فيما قدم الدكتور دريد الخفاجي كلمة المعهد موجها آيات العرفان لأساتذة المعهد لحرصهم على مواصلة البناء، شاكرا الطلبة الخريجين المبدعين المواظبين على التدريب، ودائرة الفنون الموسيقية داعيا الى توجيه المزيد من الدعم والاسناد للمعهد، ومطالبا وزارة الثقافة بتذليل العقبات التي تقف في طريق النهضة الموسيقية لمواجهة التحديات التي تقف في طريق الذائقة الفنية.
فيما بعد قدم عدد من الخريجين الاوائل من المعهد شهاداتهم اذ تحدث اول مدير لمعهد الدراسات النغمية الدكتور حبيب الظاهر عن علاقته بالمعهد واساتذته ومن ثم تعيينه وبقرار من منير بشير كأول مديرا على المعهد.
وكلمة اخرى لعازف الناي الدكتور وليد حسن الجابري الذي قدم عزفا منفردا على الة الناي، تلاه هيثم شعوبي، وهو احد خريجي المعهد وابن اول مدرس للمقام العراقي بالطرق العلمية والمنهجية الصحيحة، واشهر عازف لآلة الجوزة هيثم شعوبي ابراهيم، قائلا: (أسس المعهد بناء على توصية من خمسة مثقفين هم منير بشير، شعوبي ابراهيم، استاذ قدوري، جلال الحنفي ومحمد القبنجي ليعنى بدراسة التراث العراقي للجوزة والسنطور والمقام العراقي، وشعوبي ابراهيم اول مدرس لمادتي المقام العراقي والة الجوزة.
وفي تصريح صحفي له، اوضح معاون مدير دائرة الفنون الموسيقية عماد جاسم (منذ شهور نعد العدة لاحتفال يليق بتاريخ معهد الدراسات الموسيقية، الذي يعتبر أحد صروح الجمال في العراق، ذلك المعهد الذي ساهم على مدى 48 عاما بتخريج قامات في الفن الموسيقي الغنائي الملتزم) مضيفا بان الاحتفال كان تتويجا لجهود اساتذة وطلبة رائعين قدموا الوانا من الطرب العراقي الاصيل وأثبت تفاعل الجمهور الذي غصت فيه قاعة المسرح ان الإبداع يجمع العراقيين نحو ترسيخ هوية الوطن، مؤكدا على ان هذه المرة الأولى يقام حفل التخرج على المسرح الوطني بحضور عدد من المسؤولين والعوائل وهو دليل نجاح دائرة الفنون الموسيقية في خطتها لنشر الابداع الموسيقي بين الناس محتفلين بوجه بغداد المشرق ومستعيدين تاريخ مدينة التحضر والجمال.
فيما قدمت فرقة المعهد بقيادة الفنان عازف العود علي حسن معزوفات موسيقية من تأليف اساتذة المعهد، كما قدموا اغانٍ من التراث العراقي واخرى ريفية وعزف منفرد صفق لها الجمهور طويلا تفاعلا مع سحر الموسيقى ووقعها على قلوبهم المتعطشة للفن والموسيقى.