دراسة حديثة: مضادات حيوية في كل أنهار العالم

0
106

من أوروبا إلى آسيا مرورا بإفريقيا، سجلت مستويات تركيز بالمضادات الحيوية في بعض انهار العالم تتخطى بكثير المعدلات المقبولة، وفق ما حذرت دراسة حديثة.

وحلل فريق من الباحثين في جامعة يورك البريطانية عينات سحبت من 711 موقعا في 72 بلدا في القارات الست، وهم رصدوا مضاداً حيوياً واحداً على الأقل من أصل 14 في 65 % من العينات، وفق بيان الجامعة.

وقارن العلماء الذين قدموا الاثنين نتائج بحوثهم خلال منتدى في العاصمة الفنلندية هلسنكي، هذه العينات بالمستويات المقبولة المحددة من مجموعة “إيه أم آر إنداستري آلاينس” للصناعات الصيدلانية والتي تختلف باختلاف المادة.

وبنتيجة ذلك، كان الميترونيدازول المستخدم ضد التهابات الجلد والحلق، المضاد الحيوي الذي تخطى بالدرجة الأكبر هذا المستوى المصى به، مع معدلات تركيز تصل أحيانا إلى 300 مرة السقف المقبول في أحد المواقع في بنغلادش. وجرى أيضا تخطي المستوى الموصى به في نهر تيمز.

كما أن السيبروفلوكساسين من ناحيته هو المادة التي تتخطى بالدرجة الأكبر مستوى السلامة (في 51 موقعا)، فيما التريميتوبريم المستخدم في معالجة التهابات الجهاز البولي، هو المكوّن الأكثر انتشارا.

وقال جون ويلكينسون المشارك في هذه البحوث “قبل اليوم، كانت البحوث بشأن المضادات الحيوية تركز خصوصا على أوروبا وأميركا الشمالية والصين. وكان التركيز خصوصا على حفنة من المضادات الحيوية”.

لكن بحسب هذه الدراسة الجديدة، جرى تخطي المستويات المقبولة بالدرجة الأكبر في آسيا وإفريقيا، غير أن القارات الأخرى ليست بمنأى عن هذا الوضع، ما يؤشر إلى “مشكلة عالمية” وفق البيان الذي أوضح أن المواقع الأكثر تأثرا بهذه المشكلة موجودة في بنغلادش وكينيا وغانا وباكستان ونيجيريا.

وقد ساهمت المضادات الحيوية التي اكتشفت في عشرينات القرن الماضي، في إنقاذ أرواح عشرات ملايين الأشخاص من خلال مكافحتها بصورة فعالة الأمراض الجرثومية مثل الالتهاب الرئوي والسل والتهاب السحايا.

لكن على مر العقود، شهدت الجراثيم تبدلات جعلتها مقاومة لهذه الأدوية، لدرجة أن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن العالم سيشهد نقصا في المضادات الحيوية الفعالة.

ويمكن للجراثيم أن تصبح مقاومة عندما يستخدم المرضى مضادات حيوية لا يحتاجون إليها، أو عندما لا ينهون علاجهم، ما يعطي البكتيريا فرصة للصمود وتطوير حصانة.

غير أن الباحثين في جامعة يورك عزوا أيضا هذه المقاومة المتنامية بجزء منها إلى انتشار البكتيريا في الطبيعة.

وقال اليستر بوكسال وهو أحد المعدين الآخرين للدراسة “علماء وقادة جدد باتوا يقرون بدور البيئة في مشكلة مقاومة المضادات الحيوية. بياناتنا تظهر أن تلوث الأنهر قد يساهم في ذلك بصورة كبيرة”.

ووصف بوكسال نتائج هذه البحوث بأنها “مقلقة”.

ولفت إلى أن “حل المشكلة تحد هائل وسيتطلب استثمارات في البنى التحتية الخاصة بإدارة النفايات والمياه المبتذلة، مع قواعد أكثر تشددا وتنظيف المواقع الملوثة”.

المصدر:AFP

مشاهدة المزيد