رياض محسن المحمداوي
تصوير / الوليد مؤيد – احمد سمير – رزكار البرزنجي
رغم كل الظروف الصعبة التي احيطت ببغداد عبر التاريخ .ولكنها ضلت حصن منيع كنخيلها واقفة بوجه الرياح الصفراء. وبشهادة كل المحتلين والطامعين انهم كانوا خائبين في طمس ثقافة هذا الشعب العظيم. وانهم قد تاثروا بهذه الثقافة ولم تتاثر بهم بغداد.
فلم يستطيعوا ان يركعوا اهلها ويطمسوا معالمها وتراثها ونورها الساطع في الارض بالثقافة والفن والعلوم.
هذه بغداد الرشيد التي تعودت انها تمرض ولكنها لن تموت بل تتشافى وتنهض من جديد.
بدليل ماشاهدناه من فعاليات الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي العراقي.احدى تشكيلات وزارة الثقافة. ورغم انها فتية الا انها اصبحت وبوقت قصير من الفرق التي يتطلع لها الجمهور العراقي ليجد بها هويته التي تبعثرت وتداخلت عليها شظايا الانفجار الفوضوي .هذه الفرقة التي اسسها المايسترو الخبير علاء مجيد صاحب الالق في تشكيل هكذا فرق وصانع نجوم مميز. والذ ي مزجت روحه بحب العراق لاغير.
وكلنا يعرف ان الحب صانع المستحيل .وها نحن نشهد هذا الحب قد اصبح عدوى وطنية اخذت بالانتشار بين هذا الجمع الموسيقي الاكاديمي الاكثر من رائع ليبرهنوا لنا ان العراق لايحتاج الا للحب والولاء ليجدد شبابه كنخيله الذي يعانق السحب.
هذه الفرقة بجميع تشكيلها اثبتت ان الذوق العراقي الاصيل لايزال مزوع بقلوب العراقيين الذين تهافتوا للحضور لعروض الفرقة بكل شغف وقد نفاذت جميع التذاكر. ليستمتعوا بهويتهم التي فقدوها وموسيقاهم الاصيلة التي جمعت البيت العراقي بشتى اطيافه كباقة ورد الرازقي. وانهم متعطشون للرقي الذي غادر مسارح بغداد التي كانت تعج بعروض الفنان العراقي في المسرح الجاد وفرق التراث التي تحمل هويتنا التاريخية والحضارية و التي حرم منها الجمهور العراقي منذ الاحتلال الغاشم لبغداد وفوضى الحكومات المتعاقبة . حتى جاءت هذه المجموعة المبدعة على يد بن العراق البار المايسترو علاء مجيد الذي اثبت بهم ان العراق يبقى ولاد للابداع والمبدعين وان بغداد تبقى عاصمة الدنيا في الثقافة والفن والادب. وان الجمهور العراقي مميز بثقافته وحرصه على الحفاظ على الهوية الوطنية وتراثه الاجمل والذي لاتشبهه جميع شعوب الارض بجميع كنوزها الثقافية .
لقد كانت ليلة كاحدى ليالي الرشيد بالف ليلة وليلة. بل كان عرس عراقي في قلب بغداد .عرس الفرقة الوطنية للتراث العراقي التي سحرت بعروضها الجمهور وابهجته وانسته مايدور خارج القاعة من الم لايزال يحيط ببغداد الحضارة والتاريخ .
ان هذه الفرقة المميزة المبهرة تستحق منا كل الاهتمام والاحترام والتقدير بجميع اعضائها. كونها اليوم من الفرق المميزة والتي تحمل مسؤلية كبيرة من خلال ماتقدمه من اعمال راقية. اعادت للتراث العراقي رونقه والقه الذي لاقاه في عهد سابق ايام الموسيقار منير بشير رحمه الله. بقيادة تلميذه المايسترو علاء مجيد الذي تالق في خلق طاقات كانت متناثرة هنا وهناك استطاع ان يجمعها ومن ثم ادهش العراقيين في خلق نتاج ذو عطاء مبهر .
ليقول لنا ان في العراق طاقات خلاقة لاينقصها الا قائد نزيه يحب العراق لتتفجر منها ايات الابداع فالعراق ولاد للابداع والمبدعين منذ الازل.