رقمية أم ألكترونيّة.. بالمحصلة هي نفايات سُمْيّة؟!

0
16

رقمية أم ألكترونيّة.. بالمحصلة هي نفايات سُمْيّة؟!

إنتصار الماهود

نفايات رقمية لا بل نفايات ألكترونيّة، جدل يثار كل مرة و لا نعرف أيهما صح ومن الخطأ؟!، ماذا تعني هاتين الكلمتين ولم نرددهما دوما.

لنبحث أولا عن معناهما ما الرقمية، وما الألكترونيّة.

أولا تعرف النفايات الرقمية، بأنها الملفات والصور ومقاطع الفيديو التي نتخلص منها، من هواتفنا وحواسيبنا عن طريق الحذف، وتذهب الى خوادم خاصة بها، بعد أن تتخلص منها أجهزتنا وهو إجراء نتخذه من أجل تفريغ ذاكرة الأجهزة الألكترونيّة، لإفساح المجال لملفات جديدة، يتم تحميلها وهي عملية مستمرة، حيث تتحول الصور والملفات الي النظام الصفري، وتتحلل الصور الى نظام (010101) الرقمي، ونحن نتخلص منها بهذه الطريقة ربما تراه أمر جيد، وهو كذلك فعلا إن كان هاتفك مؤمنا ضد الإختراق والتجسس، لكن ولغاية اليوم لا توجد تطبيقات مؤمنة بالكامل لم تخترق، أو هواتف منيعة ضد الهاكرز، كما أنه لا توجد طريقة آمنة للتخلص من النفايات الرقمية وإختفائها بشكل كلي، فمن الممكن إسترجاعها بواسطة برامج موجودة على متجر التطبيقات الألكترونيّة، وهذا ما يحدث حين تباع الهواتف المحمولة الى أشخاص أخرين، بعضهم يقوم بإسترجاع الملفات دون علم أصحابها ويتم إستغلالها خاصة في العراق، هي مشكلة لا تنتهي وليس لها حل ولذلك تلجأ العوائل العراقية الى الإحتفاظ بالهواتف القديمة، لأجل الملفات المخزونة والمحافظة على خصوصيتها.

لقد تولى الكثير من المختصين في الألكترونيّات، تقديم برامج وحلقات وشروح توعوية من أجل تقليل مخاطر النفايات الرقمية المسربة، ومنع وقوعها بأيدي غير أمينة، ورغم التوعية لاتزال هذه المشكلة قائمة دون حل ناجح.

ثانيا النفايات الألكترونيّة وهي الأهم ومقصدنا، ويقصد بها الألكترونيّات غير المرغوب بها، والتي إنتهى عمرها الإفتراضي أو إنتفت الحاجة منها، وتشمل الهواتف المحمولة والحواسيب وشاشات التلفاز وغيرها، وعادة يتم التخلص منها بشكل غير صحيح، ويعرض البيئة لخطر كبير.

إليكم بعض الأرقام التي ستثير إنتباهكم حول كمية الأجهزة الألكترونيّة المصنعة، في السنوات الأخيرة حول العالم، حيث يتم التخلص سنويا من آلاف الأطنان من النفايات الألكترونيّة، وبلغ العدد لعام 2019 ما يقارب 53.6 مليون طن منها، والتي لم يتم تدوير الا ما نسبته 17.4% من مجموعها الكلي، لترتفع في عام 2022 لتبلغ 347 مليون طن، غير معاد تدويرها معظمها أتت من،( الصين، أمريكا، الهند) وهي النسبة المعلن عنها رسميا، وما يصدم أن أكثر من 75% من هذه النفايات قابعة في منازلنا، بإنتظار الطريقة المناسبة للتخلص منها.

نحن بالطبع لا نستطيع إحصاء كل ما تنتجه الدول من ألكترونيّات، إلا أنني سأقرب لكم الصورة بان هنالك من عدد 8 مليار إنسان، هنالك 6.92 مليار منهم يمتلك هاتفا خلويا أو أكثر حسب إحصاء موقع ستاتيستا لعام 2023، خلا الحواسيب والتلفاز وووو، تخيل الكمية المهولة من الألكترونيّات التي غزت عالمنا.

وبالطبع كلما أستهلكنا أكثر كلما نضبت المواد الطبيعية الداخلة في هذه الصناعة أسرع، (مياه،موارد طبيعية ومعدنية و جهد بشري واموال).

ودخل في صناعة الألكترونيّات الجانب الكمالي والموضة، وهذا ما حدا بالشركات أن تتنافس بمسابقة محمومة من ينتج الأكثر والأحدث والأفضل، وبالمقابل بدأت تتزايد كمية الأجهزة المطروحة دون إستخدام، والتي تبلغ أكثر من 70% من مجموع النفايات السامة حول العالم أي أكثر من، ( النفايات الكيمائية والنفطية والنووية والإحيائية ) مجتمعة.

وهنالك أضرار جسيمة ينتج عن التخلص من النفايات الألكترونيّة بصورة عشوائية غير مدروسة، حيث تتسرب السموم الناتجة عن تحلل المواد الكيميائية الموجودة، في هذه الأجهزة الى المواد الطبيعية، من ماء وهواء وتربة لتصل إلى السلسلة الغذائية للإنسان، وأخطر هذه المواد هو الرصاص، الذي يدخل الى الجهاز العصبي والدورة الدموية ويسبب أمراضا خطيرة.

كما إن حرقها ينتج عنه غاز Co2 و أوكسيد الحديد والنحاس، ومن الممكن أن تنتج هذه النفايات مئات المركبات الكيميائية الضارة بيئيا.

إن التخلص من هذه النفايات ليست رفاهية بل هي حاجة ضرورية للمحافظة على البيئة، إذاً ما هي الخطوات المطلوبة لنحجم كمية النفايات الألكترونيّة:

تقليل الإستهلاك غير الضروري للأجهزة الألكترونيّة، فما الجدوى من خمس شاشات تلفاز في منزل لا يقطنه الإ ثلاثة أفراد مثلا؟!.

2.الصيانة الدورية لإطالة عمر الاجهزة الألكترونيّة.

الحد من تكاثر النفايات وإعادة تدويرها قبل رميها.

بناء أنظمة ذكية للتخلص منها.

إستخدام طرق صديقة للبيئة لفصل تلك النفايات، بدلا من الحرق أو الطمر قرب المناطق المأهولة.

تدريب وتطوير الأفراد للتعامل مع الأجهزة الألكترونيّة ونفاياتها بصورة علمية ومدروسة.

وبالطبع هنالك عدة مقترحات يمكن فعلها للمحافظة على البيئة مثل:

إعتماد إتفاقيّات دولية لحماية البيئة والحد من إنتشار النفايات الألكترونيّة.

وضع قوانين وتشريعات محلية ووطنية لإنشاء أماكن لتدوير المخلفات الألكترونيّة لحماية الصحة العامة.

رفع نسب الضرائب على الأجهزة خاصة الكمالية لكي يقل إستهلاكها.

ضم مشاريع وخطط حماية البيئة والحماية الصحية، ضمن البرامج الحكومية المهمة.

رصد مواقع النفايات غير المناسبة، وتوفير أماكن للتخلص منها تكون مناسبة بيئيا.

حملات توعوية للأفراد للتعريف بمخاطر النفايات الألكترونيّة، والتي ستؤثر على حياة الأجيال القادمة.

إن الحفاظ على البيئة مسؤولية كبيرة طبعا، وهي مسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعا، من أجل بيئة صحية وكوكب أخضر مناسب لأجيالنا القادمة. أليس كذلك؟!

مشاهدة المزيد

شاهد ايضاً

الفياض: نينوى ستبقى منيعة على الإرهاب ولا توجد أي خطورة حالياً

بغداد – وكالة الاعلام الدولية أكد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، اليوم الجمعة، أن الح…