
بغداد – كتب سعد المندلاوي
لك أن تتخيل أن أي شاب يمتلك حسابات في ثلاثة من أشهر برامج التواصل الاجتماعي، وهي: فيسبوك، إنستغرام، وتيك توك، يقضي يوميًا ما يقارب ست ساعات كمعدّل متوسط، يشاهد خلالها مئات الفيديوهات المختلفة، منها المفيد، ومنها المؤثر، ومنها أيضًا المقنع، عدا عن تلك التي تروّج للعلاقات المحرّمة والمشبوهة.
كم سيتأثر هذا الشاب سلبيًا وإيجابيًا؟
بالنسبة لي، أرجّح أن التأثير السلبي يكون أكبر من الإيجابي، بحكم التسهيلات المقدّمة التي تدفع باتجاهه، بينما المحتوى الإيجابي يكون محدودًا بسبب طبيعة طرحه وصعوبة تطبيقه في الحياة اليومية.
على سبيل المثال، إذا قارنّا بين مقطع من ملهى ليلي يُستعرض فيه الرقص والأجساد، وبين مقطع للشيخ علي المياحي يقدّم فيه نصيحة للتقرّب إلى الله، فأي مقطع سيشاهَد أكثر؟ وأي مقطع سيكون أكثر تأثيرًا؟
وهل سيؤدي ذلك إلى المزيد من المقاطع المشابهة، بحكم الذكاء الاصطناعي المستخدم في هذه الأجهزة؟
التأثير كبير جدًا، خاصة على مستوى الأطفال والشباب، وهم جيل يؤسّس لمرحلة مقبلة بالغة الأهمية. ولا أحد يمكنه ضبط هذه البوصلة سوى التربية والأخلاق النابعة من الأهل والعائلة، إلى جانب المتابعة الدقيقة جدًا جدًا.
هذا الموضوع يستحق الوقوف والانتباه من الجميع، في ظل وجود الإنترنت داخل كل غرفة من بيوتنا.