أحمد هيف السوداني
يشهد قطاع التعليم العالي في محافظة ميسان تطوراً ملحوظاً، تقوده إدارة جامعة ميسان برئاسة الأستاذ الدكتور عادل مانع الكعبي. وقد برزت الجامعة في السنوات الأخيرة بوصفها مؤسسة فاعلة في دعم البحث العلمي وتعزيز بيئة التعليم الجامعي.
ومن خلال تسليط الأضواء الإعلامية على عمله، بدا واضحاً أن الدكتور الكعبي لا يتعامل مع المنصب بوصفه مركزاً إدارياً تقليدياً، بل كمشروع إصلاحي يربط الجامعة بمجتمعها، ويؤسس لبيئة معرفية منتجة.
منذ تسنمه المنصب، عمل الدكتور الكعبي على إعادة تعريف دور الجامعة، لتكون منفتحة على محيطها الأكاديمي والمجتمعي. وظهر ذلك جلياً من خلال تنظيم الجامعة للعديد من المؤتمرات العلمية النوعية، ولا سيما تلك المتعلقة بمكافحة التطرف الفكري، حيث كان الدكتور الكعبي يرأس عدداً كبيراً منها أو يدعمها بشكل مباشر.
اعتمد الكعبي، وهو المتخصص في مجال الهندسة، رؤية إدارية قائمة على التخطيط العلمي والهندسة التنظيمية، إذ أعاد بناء العلاقة بين مكوّنات الجامعة بشكل يعزز الأداء ويرفع الكفاءة. وقد ساهم هذا النهج في تسهيل الكثير من العمليات الإدارية وتجاوز التعقيدات التي تعيق التطوير.
على صعيد البنى التحتية، شهدت الجامعة تطوراً واضحاً، تمثل في تحديث القاعات الدراسية، وتوفير شاشات ذكية، والبدء بإنشاء مشاريع جديدة تابعها الكعبي شخصياً حتى مراحل الإنجاز. كما افتُتحت في عهده أقسام هندسية جديدة، جاءت استجابة لحاجة أكاديمية واقتصادية واضحة.
ولم تغب الجوانب الإنسانية عن الإدارة الحالية، حيث شكّل تكريم العاملين في الجامعة في مناسباتهم الرسمية رسالة واضحة على اهتمام القيادة الجامعية بجميع منتسبيها، وتقديرها لدورهم في استمرار العمل الجامعي.
لقد أثبتت تجربة جامعة ميسان أن التغيير لا يحتاج إلى وقت طويل بقدر ما يحتاج إلى رؤية واضحة وقيادة فاعلة. وما تحقق خلال سنوات قليلة يؤشر إلى أن التعليم في المحافظات قادر على النهوض حين تتوفر الكفاءة والنية الصادقة. تجربة الدكتور عادل مانع الكعبي تقف اليوم شاهداً على أن التحول من القاعة إلى القمّة ممكن، حين تتوفر الإرادة.
وباعتباري طالباً في كلية الهندسة، أتمنى أن أحذو حذوه، وأستلهم من تجربته رؤية تؤمن بأن الهندسة ليست بناء منشآت فحسب، بل بناء فكر ومؤسسة.
