حين تتحد الأيادي من أجل البيئة… قرية عراقية تزرع الحياة من جديد

0
33

بغداد – وكالة الإعلام الدولية – سعد المندلاوي

في مشهد يعكس روح التعاون والمسؤولية البيئية، انطلقت في قرية الإمام السجاد (ع) التابعة لناحية النهروان شرق العاصمة بغداد حملةُ تشجيرٍ واسعة، بالتزامن مع الحملة التي أطلقتها أمانة بغداد لزيادة المساحات الخضراء في عموم العاصمة ومحيطها.

بدأت المبادرة عبر منشوراتٍ تداولها أبناء القرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعان ما لاقت تفاعلاً كبيراً من الأهالي، حيث شارك الجميع في جمع التبرعات وتهيئة المستلزمات الزراعية، بما في ذلك مولدة كهرباء ومعدات بسيطة، لينطلقوا بزراعة 500 شتلة من أشجار الألبزيا المعروفة بقدرتها العالية على تحمّل درجات الحرارة وتوفير الظل.

حسين عادل: انطلاقة من الواجب الديني والمسؤولية البيئية

قال الشاب حسين عادل، أحد القائمين على الحملة، في حديثٍ لوكالة الإعلام الدولية:”ما قمنا به هو واجب ديني وإنساني قبل أن يكون نشاطاً تطوعياً. انطلقنا من قيم الإسلام التي تحثّ على إعمار الأرض، ومن إحساسنا بالمسؤولية تجاه بيئتنا. نحن نؤمن أن التشجير ليس مجرد زراعة شجرة، بل هو استثمار في حياةٍ أنظف ومستقبلٍ أفضل لأطفالنا”.

وأضاف أن “الحملة تهدف إلى تقليل درجات الحرارة وتحسين المظهر الجمالي للقرية”، مؤكداً أن “المبادرة ستتواصل لزراعة المزيد من الأشجار في المواسم المقبلة”.

وسام النعيمي: تكاتف الأهالي سرّ النجاح

من جانبه، أوضح الأستاذ وسام النعيمي أن “أهالي القرية أظهروا تكاتفاً نادراً بين مختلف شرائح المجتمع، ما ساهم في نجاح المبادرة”.

وأضاف “لقد جمعنا التبرعات من الأهالي أنفسهم، واستشرنا مختصين لاختيار نوع الشجرة الأنسب لبيئتنا. وها نحن اليوم نزرع الأمل بجهودنا المشتركة”، مضيفاً أن “الحملة تمثل نموذجاً عملياً لما يمكن أن يحققه التعاون المجتمعي حين يتوحّد حول هدفٍ نبيل”.

أمانة بغداد: حملة العاصمة الأكبر في تاريخ التشجير

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم أمانة بغداد عدي الجنديل إن الأمانة أطلقت منذ مطلع تشرين الأول الجاري أكبر حملة تشجير في العاصمة، شملت جميع القواطع البلدية.

أوضح الجنديل “تشهد الحملة مشاركةً واسعة من المواطنين ومنظمات المجتمع المدني، وهي تعكس روح الشراكة المجتمعية التي نعمل على ترسيخها” ، مشيراً إلى أن “هذه المبادرة تأتي انسجاماً مع توجيهات الحكومة لتعزيز الغطاء النباتي ومكافحة التغير المناخي”.

وأضاف أن “الحملة تتضمن زراعة أنواعٍ متعددة من الأشجار مثل الفيزا، الأكاسيا، السدر، والكالبتوس، لما تمتاز به من قدرة على التكيّف مع المناخ العراقي وتوفير الأوكسجين والظل”.

ناشطون: مبادرات محلية تُكمل الجهود الحكومية

من جهته، يرى الناشط ياسر عبد الجبار أن “ما يحدث في قرية الإمام السجاد (ع) يمثل نموذجاً يُحتذى به في العمل التطوعي البيئي”، مشيداً بتفاعل الشباب والطلبة مع الحملة”.

وأضاف “هذه أول حملة بهذا الحجم في المنطقة، وجاءت في توقيتٍ مثالي بعد انتهاء فصل الصيف، لتُسهم في تحسين جودة الهواء وإبراز جمالية القرية. إنها رسالة أملٍ بأن التغيير يبدأ من أبسط المبادرات”.

رسالة خضراء من قرية الإمام السجاد (ع)

تواصل الحملة فعالياتها بمشاركةٍ شبابيةٍ متزايدة، وسط أجواءٍ من الفخر والانتماء، في مشهدٍ يعبّر عن عودة الوعي البيئي إلى المجتمعات المحلية.

ويرى الأهالي أن ما بدأ كفكرةٍ بسيطة عبر منشورٍ إلكتروني تحوّل اليوم إلى مشروعٍ متكامل يعكس حب الأرض وروح المواطنة.

مشاهدة المزيد

شاهد ايضاً

العراق يوقع مذكرة تفاهم مع المركز الوطني للسينما الفرنسي

بغداد – وكالة الإعلام الدولية وقع العراق، اليوم الأربعاء، مذكرة تفاهم مع المركز الوطني للس…