بدعوة من رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، تحتضن بغداد يوم السبت المقبل قمة برلمانات دول جوار العراق تحت شعار (استقرار وتنمية).
وتمثل قمة بغداد تحولاً مهما وانتقالة نوعية في مسيرة الدبلوماسية النيابية العراقية سواء من جهة الدول المدعوة او الشخصيات الرفيعة المشاركة فيها وقدرة العراق على جمع الجوار على طاولة واحدة بما يسهم بتعزيز الاستقرار وتوفير فرص التنمية والازدهار لشعوب الدول المشاركة.
وتجسد قمة دول جوار العراق نجاح الرؤية العراقية سواء النيابية او الحكومية بعدم الانحياز لسياسة المحاور في المنطقة والنأي عن كل ما من شأنه زيادة الشروخ بين دول الجوار كما انها تصب في إطار نجاح الدبلوماسية النيابية التي اخذت زخما كبيرا في الدورة الحالية، والدور الفاعل لرئاسة المجلس في توطيد العلاقات مع مختلف البرلمانات العربية والأجنبية بما يحقق فوائد جمة للعراق في مسيرته بالنهوض في مختلف المجالات سواء التشريعية والسياسية او الاقتصادية والتجارية وغيرها.
ويحقق انعقاد المؤتمر البرلماني في بغداد مكاسب سياسية ومعنوية كبيرة عبرت عنها استجابة رؤساء المجالس النيابية في إيران وتركيا والسعودية والاردن وسوريا والكويت لمبادرة الرئيس الحلبوسي بالحضور الى بغداد، التي نفضت عن كاهلها اعباء الظروف الصعبة خلال السنوات الماضية، وإيمانا منهم بدور العراق وايذانا باستعادة دوره المحوري في المنطقة .
وسيتخلل قمة بغداد لبرلمانات دول جوار العراق كلمات للرؤساء المشاركين كما سيصدر بيان ختامي بشأن القضايا والملفات المهمة وسيسبق ذلك سلسلة اجتماعات لممثلي البرلمانات المشاركة يومي 18_19 من نيسان لانضاج البيان الختامي قبل طرحه أمام أنظار قادة البرلمانات المشاركة.
ويعطي انعقاد القمة في بغداد صورة ناصعة لتعافي العراق وتطور مسيرته الديمقراطية من خلال الالتزام بالاستحقاقات الدستورية عبر إجراء الانتخابات في موعدها المحدد وانبثاق الرئاسات الثلاث ( البرلمان والجمهورية والحكومة) مع ارتفاع حالة الانسجام بين الكتل النيابية ليكون ساحة لتوثيق العلاقات بين دول الجوار وجسرا للتلاقي من اجل تحقيق التضامن الاقليمي.
وتمنح قمة بغداد دليلا على امتلاك البرلمان العراقي في عهد رئاسته الشابة لزمام المبادرة آخذة بناصية الحراك الدبلوماسي البرلماني والسير فيه قدما نحو محطات مفصلية تجمع ولا تفرق كما تعطي فرصة مهمة لتهدئة الملفات الملتهبة في المنطقة والعمل على ترطيب الأجواء وفتح صفحة جديدة من العلاقات على مختلف المستويات خصوصا البرلمانية، كمدخل لتحسين العلاقات بين بعض الدول في المنطقة لما فيه استقرار وازدهار وتنمية شعوب الدول المشاركة.