قد لا يكون الخلاف الأخير الأكبر بين رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي والرئيس دونالد ترامب، لكنها المرة الأولى التي يتواجه فيها الإثنان بهذا الشكل الشرس مستخدمين البيت الابيض حلبة لصراعهما.
ودعت بيلوسي (79 عاما) النواب الديموقراطيين صباح الخميس إلى اجتماع طارىء مغلق للبحث في إمكانية عزل ترامب (74 عاما)، وهو اجراء لا تحبذه.
ولدى خروجها من الاجتماع تفوهت بيلوسي بعبارة صغيرة أثارت غضب الرئيس الأميركي. فقد قالت “نعتقد أن رئيس الولايات المتحدة متورط في عملية اخفاء” معلومات، في إشارة الى التحقيقات في احتمال تورط حملته الانتخابية مع روسيا.
وكان تحقيق المدعي الخاص روبرت مولر خلص إلى عدم وجود تواطؤ بين روسيا وفريق حملة ترامب خلال الانتخابات الرئاسية في 2016.
إلا أن مولر قال انه لا يستطيع استبعاد أن يكون ترامب سعى لعرقلة التحقيق، وترك لوزير العدل بيل بار إعلان عدم حصول عرقلة.
وأطلق الديموقراطيون تحقيقات برلمانية عديدة في مجلس النواب حيث يتمتعون بالأكثرية.
وصباح الأربعاء دان ترامب مجددا على تويتر ما يعتبره “حملات شعواء” تشنها المعارضة الديموقراطية عليه. لكن العبارة التي قالتها بيلوسي أخرجته عن طوره.
وانهى ترامب اجتماعا في البيت الأبيض مع بيلوسي وزعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بعيد بدئه، معلنا أنه لا يستطيع التعامل معهما حول السياسات في البلاد إلا بعد أن يتم إغلاق “التحقيقات الزائفة”.
ورد ترامب في مؤتمر صحافي تم عقده على عجل الأربعاء بعد إنهاء الاجتماع “أنا لا اقوم بعمليات تستر … هذه هي الخلاصة: لم يحدث تواطؤ ولم تحدث عرقلة”.
– “أصلي من أجل الرئيس” –
وأضاف “في النهاية لم يكن هناك تواطؤ ولا عرقلة للتحقيق”. وتابع “كل ذلك ليس سوى سعي لمضايقة الرئيس الأميركي”.
وقال “لذلك أوقفوا هذه التحقيقات البالية”، محذرا من أن عدم القيام بذلك قد يتسبب في عرقلة التقدم بشأن قضايا مثل اصلاح البنية التحتية للبلاد التي كان يأمل الجانبان في التوصل إلى اختراق بشأنها الأربعاء.
وروت بيلوسي مع شومر ما حدث في الاجتماع الذي لم يتم. وقالت بيلوسي إن ترامب “دخل الى الغرفة. والكلام الذي قاله – لا استطيع حتى وصفه”.
ووصف شومر الإنهاء الدراماتيكي للاجتماع بأنه “حجة معدة مسبقا” وقال “ما حدث في البيت الأبيض صادم للغاية”.
وقالت بيلوسي “جئنا مع التزام وأمل بالتوصل إلى رؤية مشتركة لهذه المناسبة الممتازة لخلق وظائف في بلادنا (…) للأسف الرئيس غير مستعد لذلك”.
وأضافت “أصلي من أجل رئيس الولايات المتحدة ومن أجل الولايات المتحدة”.
ورد عليهما ترامب عبر سلسلة تغريدات.
وكتب “أنه أمر محزن ألا تتمكن نانسي بيلوسي وشاك شومر أبدا من رؤية أو ادراك الوعود الكبرى القائمة في بلادنا”.
وأضاف “يمكنهم مواصلة هذه الحملات الشعواء التي كلفت 40 مليون دولار وكانت مضيعة للوقت والجهد للجميع في أميركا، أو العودة إلى العمل”.
وخلص ساخرا “نانسي أشكرك على صلواتك أعلم أنك صادقة!”.
وعقب مغادرتها البيت الأبيض قالت بيلوسي إن ترامب ربما ارتكب مخالفات “يمكن أن تؤدي إلى عزله” من خلال تجاهل مذكرات الإحضار التي أصدرها الكونغرس على خلفية تحقيق مولر، وهو ما يشبه عملية التستر التي أسقطت الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون.
وقالت بيلوسي “هذا الرئيس يعرقل مساء القضاء ومتورط بإخفاء معلومات”.
المصدر:AFP