تقرير:امجد هيف
يعتقد المندائيون ان لغتهم هي اصل اللغة الارامية اوان اللغة الارامية السامية هي من اللغات المشتقة من اللغة المندائية وكثير من الاراء بشأن هذه اللغة حيث رأوا أن هناك أوجه تشابه كثيرة بين اللغة المصرية واللغات السامية في الضمائر والأفعال وبعض الأسماء مما مكنهم من الاصرار على ان لغتهم هي اصل اللغات في العهد القديم (ان اللغة المندائية هي من اللغات الشرقية الارامية ومن شقيقاتها السريانية والبابلية والاكدية)
وانهم الشعوب التي تسكن الآن وسكنت قديماً، شبه الجزيرة العربية، واليمن، والحبشة، وبلاد الشام، والعراق .
وقد انتشرت المندائية بشكل كبير في بابل والمناطق الممتدة جنوباً الى مملكة ميشان (محافظة ميسان حديثا) وبلاد عيلام (الاهواز جنوب ايران)في القرن الأول الميلادي .
حدثنا ممثل الطائفة المندائية في ميسان نظام كريدي عن لغتهم التي قال انها مائلة الى الاندثار ومن الصعوبة السيطرة على ذلك بسبب قلة المستخدمين وعزا ذلك لعدة اسباب اهمها هجرة ابناء ديناتهم لبلاد اوربا واستراليا واضاف متحدثاً عن جمال متحدثين تلك اللغة التي كانت قوية متماسكة الى اواخر سبعينيات القرن الماضي في الجنوب العراقي والاهواز وان ابناء الطائفة الذين يتحدثون لغتهم بشكل طبيعي مع وجود دروس خاصة للغة المندائية ابان تلك الازمنة داخل المعابد. مضيفاً ان اللغة المندائية هي اللغة الطقسية الحالية للتعميد والصباغة والصلاة ورغم انها لغة مندائية الا ان مستخدميها لايعرفون تفسيرها فقط يرددوها خلف الذي يقوم بترديدها اثناء التعميد او ألشعائر موضحاً ان لغتهم تشوبها بعض الكلمات العربية او الفارسية وتكون باكثر من ثلاث لهجات حيث تختلف عن اللهجة المستخدمة في جنوب ايلام فتكون هناك مندائية بحته خالية من أي تاثيرات لغوية، وفي السياق ذاته اضاف الدكتور يوسف فراس من المهتمين بشأن التنوع الديني والاثني بجنوب العراق عن اهمية فتح مدارس خاصة لتعليم ابناء الطائفة لغتهم والتمكين منها بشكل مبسط او على الاقل كي تسهل عليهم فهم امور تعاليم دينهم معرباً عن وجود الامكانيات اللغوية من حفظة اللغة القليل ورجال الدين الذين يحتاجون فقط الى بعض الموافقات الحكومية وبعض اللوجستيات البسيطة لاستمرار حيوية تلك اللغة القديمة .واضاف نظام كريدي متواصلاً ناشدنا حكومة ميسان المحلية بشقيها التشريعي والتنفيذي بالحصول على صف ديني او توفير بعض المستلزمات الضرورية لاتمام التعليم ولو بالشكل المبسط الا ان بعض الصلاحيات تكون مركزية فقط واهمها امور تخص اللغة او الدينات وان الحفاظ على تلك اللغة يكون بفتح مدارس مبسطة كي يفهمونها فهما وقراءة وتفسير ويكون ذلك بتوفير صفوف على اقل تقدير قد تكون على شكل خمس مراحل والحفاظ على ابناء الطائفة من الهجرة حيث ناشدنا الكثير من المنظمات الدولية واهمها اليونسيف للحفاظ على تلك اللغة الساميه المهددة بالانقراض، واوضح رئيس الطائفة المندائية في العراق والعالم ستار جبار حلو عن شعوره باهمال واضح من قبل الحكومة العراقية ودول التحاد الاوربي ومنظمة اليونسيف اتجاه مناشدات الطائفة ومخطباتها المستمرة اتجاة شؤونهم كديانة قديمة مقارنة بما تقدمه تلك الدول والمنظمات للتحديات التي تواجه المسيحيين والايزيدين في العراق كما بين انه قد ناشد وبشكل مستمر الحكومة العراقية وبالخصوص وزارة التربية لتوفير صفوف لتدريس لغتهم اسوة بقرار وزارة التربية بتوفير صفوف لتدريس المسيحيين لغتهم وحسب النسبة السكانية للمدينة مبيناً انهم استطاعوا اوخر تسعينيات القرن الماضي بين عامي (1995_2003) بتخريج اكثر من سبع اجيال يتكلموت ويفهمون تفسير لغتهم بانشاء مدارس خاصة باللغة او صفوف تابعه للمدارس الا ان احداث مابعد 2003 على البلاد وسنين الطائفية التي مرت على العراق وسبب الهجرة المتزايده للمندائيون ادت الى انحسار تلك المدارس ولم تتمكن من الاستمرار لذا نطالب بالاسراع بدء خطوة فعلية تجاه تلك اللغة التي بدأت بالاندثار .
والحفاظ على تلك اللغة يبدوا امرا صعبا امام قلة عدد افراد الصابئة المندائيين بسبب الهجرة المتزايدة وخصوصا بعد عام 2003وانسجامهم مع اللغة العربية بجميع شؤونهم الحياتيه مالم يكون هنالك تدخل حكومي واضح اتجاههم وادراج لغتهم ضمن المادة 5 من قانون وزارة التربية لعام 2011 اسوة باللغات الموجودة ضمن قائمة الوزارة وهي اللغة الكردية التركمانية والسريانية هوه السبيل الوحيد للحفاظ على تلك اللغة وديمومتها .
ومن الجدير بالذكر ان اللغة المندائية هي من اللغات السامية التي تنتمي إلى الفصيلة السامية الحامية؛ حيث تنسب هذه اللغات إلى سام بن نوح عليهم السلام وان أول من اطلق اسم (اللغة الساميهة) على هذه الأسرة؛ هو اللغوي الألماني شلوتسر .