فريدة فنانة الشعب سيدة المقام العراقي 

0
116

بقلم: رياض محسن المحمداوي –  دبي

لقبت بسيدة المقام العراقي لغنائها وأدائها المتميز للمقامات العراقية كونها المرأة الوحيدة التي تمكنت من أداء هذه المجموعة من المقامات.
ساهمت بشكل فعال في نشرالموروث الغنائي العراقي في جميع انحاء العالم.
لقبت بالقاب كثيرة  منها: بلبل الرافدين و صوت الرافدين وقيثارة دجلة وكروان سومر، من خلال مشاركتها في الملتقى الثقافي العراقي الأول الذي أقيم في العاصمة البريطانية لندن من قبل المثقفين العراقيين المشاركين في هذا الملتقى .
مثلت العراق في العديد من المهرجانات العربية والعالمية وأقامت حفلاتها في مختلف أنحاء العالم وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا وحصدت من خلال تلك المشاركات العديد من الأوسمة والجوائز وشهادات التقدير .
ازرت شعبها وحملت همومه ومعانات اطفال العراق خلال سنين الحصار الجائر على الشعب العراقي وحملت في قلبها حب العراق اهله.
فنانة الشعب العراقي الفنانة الكبيرة سيدة المقام فريــدة محمد علي
ولدت الفنانة الكبيرة السيدة فريدة في مدينة كربلاء وهي من عائلة فنية منفتحة على حب الثقافة والفنــون، وقد لاقت الدعم المعنوي والتشجيع المتواصل من والدها المرحوم محمد علي عباس والذي كان يعمل في الاذاعة والتلفزيون والذي وجد فيها حباً كبيراً للغناء والموسيقى منذ طفولتها فشجعها  وهيئ لها كافة السبل الفنية لتصبح ماهي علية وكما توقع لهذ الفتاة الصغيرة فنانة كبيرة لها شأن فني كبير في عالم الفن، فاصبحت من الأصوات النسائية ألتي سجلت حضوراً متميزا في أداء المقام العراقي بشكل خاص والأغنية العراقية بشكل عام ولا ابالغ أنها تقف الأن وبجدارة في طليعة الأصوات النسائية العراقية العربية والعالمية التي صقلت موهبتها بدراستها الأكاديمية المتخصصة في علم الغناء والموسيقى والتي منحتها الحصانة العلمية اضافة الى امكانياتها الصوتية القوية والواسعة ألتي تمتد الى (ديوانين أوكتافين) في علم الموسيقى العربية، وان هذه المساحة الصوتية وامكانياتها الأدائية المتمكنة ساعدتها في أداء مجموعة كبيرة من المقامات العراقية قاربت إثنان وعشرون مقاماً.
دخلت الفنانة الكبيرة فريدة معهد الدراسات الموسيقية في عام 1985 وتخرجت منه عام 1990 حصلت من خلاله على شهادة دبلوم فنون عالي من قسم المقام العراقي + الة العود وقد كانت من ضمن الطلبة العشرة الأوائل وكان قد رعاها وشجعها واهتم بصقل موهبتها الموسيقار الكبيرالراحل منير بشيرالذي كان يشرف على هذا المعهد انذاك وتم تعيينها بعد التخرج من قبله كمعيدة وأستاذة لمادة المقام العراقي بالمعهد وبذلك تكون هي أول أمرأة في التأريخ عملت على تدريس المقام العراقي وذلك من عام 1990 حتى عام 1997. واصبحت عضوة في نقابة الفنانين العراقيين 1986 وبنقابة المعلمين العراقيين 1991.
انضمت الفنانة فريدة لفرقة التراث الموسيقي العراقي بقيادة الموسيقار الراحل منير بشير قبل بعد اكمالها دراستها الاكاديمية، ورافقت الكبار من قراء المقام العراقي واكتسبت منهم الخبرات في طرق قراْة المقام العراقي امثال الفنان الكبيرالراحل يوسف عمر والفنان الراحل محمد العاشق والفنان الدكتور حسين الاعظمي وتاثرها بقراء مقام اخرين من الرواد امثال حسن خيوكه ومحمد القبنجي ورشيد القندرجي وناظم الغزالي واخرين لاكن هذا لايمنع ان جعلت لها طريق جديد في اداء المقام واستطيع القول طريقة فريدية خاصة بها تجمع بين الحداثة والقدم. وبعد سفر الموسيقارمنير بشير واقامتة خارج العراق اقدمت على تشكيل فرقة فنية تعنى بنشر المقام العراقي برفقة الفنان الكبير د. محمد حسين گمر وضمت هذه الفرقة عازفين اكاديميين لهم خبرة كبيرة في التراث والمقامات العراقية، واخص بالذكر الفنان الكبيرعازف السنطورالاستاذ وسام ايوب العزاوي وعلى الجوزه الاستاذ محمد حسين كمر وعلى الناي الاستاذ عدنان شنان وعلى الكمان الاستاذ سالار اسيد والاستاذ نوري الجبوري وعلى القانون الاستاذ جميل الاسدي وعلى الايقاع الاستاذ محمد لفته وعلى العود الفنان لطيف العبيدي وهنالك اخرين من فنانيين كبار. تحت مسمى مؤسسة المقام العراقي والتي اسسها الفنان الاستاذ محمد حسين كمر في المهجر، وكان لي الشرف مشاركتهم العزف في عدد من الحفلات والمهرجانات، وقد اصبحت هذه الفرقة من اشهر الفرق الفنية في العالم والتي ساهمت بنشرالمقام العراقي الى كافة انحاء المعمورة ونقلت من خلالها معانات العراقيين اثناء سنين الحصار الجائر على الشعب العراقي وذلك لاستغلال وجود الفنانة وفرقتها في المهجر، وقد شاركت السيدة فريدة وفرقتها بمهرجانات ومحافل دولية كثيرة وحفلات خاصة كان ريعها لدعم اطفال العراق من دواء وغذاء وادوات طبية وتواصلهم مع منظمة اطباء بلا حدود من خلال جمعيات انسانية اوربية وعربية وعالمية،  حصلت من خلالها على جوائز واوسمة عديدة تقديرآ لمهمتها الانسانية الكبيرة تجاه شعبها المحاصر من قبل امريكا والغرب. ولقد وقفت السيدة فريدة على اكبر وارقى مسارح العالم يصدح صوتها العذب بحب العراق فقد كانت وفرقتها بحق وزارة اعلام متنقلة لشعب العراق المحاصروبجهود شخصية ومعوناة ذاتيه ولم تمولهم اي جهة اخرى وهذا موقف بقمة الوطنية والوفاء للعراق واهله. بالوقت الذي كانت وزارة الثقافة والاعلام العراقية عاجزة ان تقوم بماقامة به هذه الفنانة وفرقتها بنشر معانات شعب العراق واطفاله من جراء الحصار .
حصلت السيدة فريدة على جوائز عديدة منها :
جائزة أفضل أداء للأصوات النسائية الشابة في بغداد 1986.  حصلت على جائزة أفضل أداء قصيدة غنائية في مهرجان القصيدة المغناة في بغداد 1994. تم أختيارها من الأصوات المتميزة في عالم الغناء من خلال أختيار أسطوانتها مقامات ومواويل عراقية كواحدة من ضمن أفضل عشرة أسطوانات في العالم من قبل مجلة Songlines الأنكليزية العالمية وألتي تصدر في لندن وهي مجلة فصلية تعني بشؤون الموسيقى والغناء في العالم زهذا الأختيار نشر في عددها المرقم 8 والصادر في أكتوبر 2000. في عام 2008منحت الفنانة فريدة والفنان محمد كمر وسام الجامعة الحرة في هولندا تثمينا وتقديرا لدورهم الكبير في الحفاظ والأهتمام بالمقام العراقي ونشره الى العالم.
في عام 2000 حازت الأسطوانة السابعة (إشراقات) على مرتبة أفضل عشرة أسطوانات عالمية في أختيار لمجلة (Songlines) الأنكليزية ألتي تصدر في لندن كذلك حازت الأسطوانة الثانية مواويل ومقامات عراقية. على مرتبة أفضل عشرة أسطوانات عالمية لعام 2000 في أختيار لنفس المجلة , وأختارت المجلة أيضا أغنية من هذه الأسطوانة لتكون ضمن الألبوم الغنائي World Music لأربعين فنانا من مختلف نحاءالعالم.
2003 تم أختيار فريدة ( أول رائدة للغناء المقامي التقني النسوي للقرن العشرين ) وذلك من قبل وزارة الثقافة العراقية ومعهد الدراسات الموسيقية وبيت المقام العراقي في بغداد لأدائها الأكاديمي المتميز للمقام العراقي وتثمينا لدورها في نشر المقام العراقي وتقديمه في المحافل والمهرجانات الدولية والعربية. تم ترشيحها من قبل مؤسسة راسا RASA (دار ثقافات العالم في هولندا  للمشاركة في مهرجان WOMEX2001ملتقى ومعرض موسيقى العالم والذي أقيم في مدينة روتردام الهولندية عاصمة أوربا الثقافية لعام 2001 وهذا المهرجان معادل و بمثابة مهرجان كان للسينما وقد أختيرت فريده من ضمن أفضل أربعة عشر فنانا عالميا للصعود على خشبة مسرح WOMEXتم أختيارهم من بين خمسمائة فرقة وفنان من مختلف أنحاء العالم في هذا المحفل العالمي للموسيقى.
منحت عام 2004 تكريم جلالة ملكة هولندا بياتريكس بمناسبة يوم ميلاد الملكة منحت عام 2005 من دار القصة العراقية ومهرجان العنقاء الدولي ( قلادة العنقاء الذهبية ) .
منحت عام 2005 درع مهرجان القبانجي الدولي الأول الذي أقيم في كردستان العراق. منحت عام 2006 درع الملتقى الدولي الأول للتعبيرات الفنية الصوفية من رئيس جمهورية الجزائر عبد العزيز بوتفليقة في الجزائر. منحت عام 2007 وسام الملتقى الدولي لسحر الموسيقى الصوفية من وزير الثقافة في باكستان . منحت عام 2008 وسام الجامعة الحرة في لاهاي هولندا. منحت عام 2008 درع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي الإمارات العربية المتحدة . منحت عام 2008 درع مهرجان القرين الدولي الخامس عشر في الكويت.
لققد اصبح لاسم السيدة فريدة رنين كبير في جميع المحافل الثقافية والوسائل السمعية والبصرية والصحف والمجلات لجميع دول العالم. واصبح لها اقبال جماهيري ودعوات ملحة لكبار مهرجانات العالم والتي تعنى بالتراث وموسيقى الشعوب.فهي اول سيدة وفنانة عراقية وعربية تصنف تصنيفآ عالميآ كفنانة عالمية بعد السيدة ام كلثوم والسيدة فيروز.وهذا يسجل لها وبمساعدة رفيق دربها الفنان الكبير د. محمد حسين گمر وفرقتها الرائعة. تدين هذه الفنانة بالفضل والعرفان في تنمية موهبتها الفنية الى الفنانين: الموسيقار منير بشير والاستاذ الراحل شعوبي ابراهيم والاستاذ علي الإمام والاستاذ الدكتور حسين الأعظمي والموسيقار الراحل الاستاذ روحي الخماش والموسيقارالاستاذ فاروق هلال والاستاذ العلامة الراحل الشيخ جلال الحنفي والاستاذ الراحل هاشم الرجب والاستاذ الراحل د. يحيى الجابري الاستاذ د. محمد حسين گمر والاستاذ الدكتور حبيب الظاهر عباس وجميع الأساتذة الذين درست على ايدهم وتعلمت منهم خلال هذه المسيرة الفنية الطويلة. وكونها صاحبة رصيد كبير من الأغاني والقصائد لكبار الملحنين والشعراء العراقيين والعرب . سجلت العديد من الألبومات والأسطوانات الغنائية ألتي أنتجت من قبل عدد من شركات الأنتاج الفني في مختلف أنحاء العالم منها.
البوم فريده ومقامات عراقية من انتاج شركة النظائر في الكويت 1987.
منوعات فريده من انتاج شركة بابل – العراق 1989.
صدر لسيدة المقام العراقي الفنانة فريده وفرقتها مجموعة اسطوانات:
2009 (بعنوان مقامات وأغاني الحنين ( إنتاج مؤسسة المقام في هولندا
2008 اسطوانه بعنوان( شمس العراق ) إنتاج شركة بلو كاب العالمية في هولندا.
2007 أسطوانة بعنوان ( جوزة أون جاز – محمد كمر ) إنتاج شركة بلو كاب العالمية في هولندا.
2005 أسطوانة بعنوان ( إشراقات ) إنتاج سنيل ريكورد مع وورد كونكشن في هولندا.
2004 اسطوانة بعنوان (بغداد الأزل قصائد ومقامات( إنتاج مؤسسة المقام في هولندا.
2003 اسطوانة بعنوان (صوت الرافدين) إنتاج شركة لونك دستن العالمية في فرنسا.
2002 أسطوانة بعنوان ( تراث ) من أنتاج مؤسسة منير بشير.
2001 اسطوانة بعنوان (الرحيل) من انتاج شركة ( شمس وقمرالهولندية).
2000 أسطوانة بعنوان (مواويل ومقامات عراقية) .
1998 اسطوانة بعنوان ( موسيقى كلاسيكية من العراق).من انتاج شركة سمرقند الهولندية الحديثة .
كل التحايا والثناء للفنانة الكبيرة فريدة محمد علي لجهودها الجبارة وفرقتها واقر بالفضل والعرفان على ماقدمتموه حفاظآ على تراثنا وارثنا الثقافي العراقي من خلال جهدكم الشخصي الوفي وبدون دعم من اي جهة حكومية معتمدين على تمويلكم الذاتي وكان ولايزال هذا في قمة المواقف الوطنية والانسانية الااستثنائية اثناء سنين الحصار الجائر على شعبنا العراقي وهذا دليل اخر عن مسؤلية الفنان تجاه شعبة كقائد في جميع الميادين.
سنبقى ندين لكم بنشر ثقافتنا وتراثنا وتوصيل صوتنا للحب والسلام لجميع سكان العالم. اتمنى لهذا الصرح العراقي العملاق الصحة والسلامة والسعادة وان تبقى حنجرتها تصطدح بانغام دجلة والفرات وترسل حبهما للبشرية جميعآ كرسول سلام يحمل حب العراقيين للجمال والحياة معآ.
مشاهدة المزيد

شاهد ايضاً

همام حمودي ورئيس الجمهورية يؤكدان أولوية الأمن والاستقرار وتوحيد الرؤية الوطنية

استقبل سماحة الشيخ د. همام حمودي رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي اليوم الاربعاء الدكتو…