د. كاظم المقدادي
لا ادري ان كنتم من العرب العاربة .. او المستعربة .. لكنكم يا حضرة الملوك والرؤساء والامراء ،، من العرب البائدة ،، بعد ان تخليتم عن تاريخكم وخصالكم وشجاعتكم ، واستسلمتم لشروط التطبيع مع اسرائيل ، من دون احتجاج ونصرة للقضية . هذا هو الاسبوع الثالث ، من مسلسل الدمار والتدمير ، ونسف البيوت على رؤوس اصحابها ،، وانتم تصدرون البيان تلو البيان ، تستنكرون وتتفرجون ، ولا تفرقون بين الجلاد والضحية ،، ولا تميزون بين مواطن عربي واخر اجنبي ، بين عربي واخر صهيوني ..وحالكم حال الانسان الآلي والروبوت ، الذي يعمل بعقل سيده ، وبارادة غيره . تتفرجون على اهلنا في فلسطين ،، وهم يقصفون ويدمرون ويذبحون ،، وما زلتم تتباهون وتضعون العقال والكوفية .. لكنكم يا سادتي ،، عرب في اللباس ، لا في القضية ، عرب في العقال والكوفية ، وليس بالهوية . منذ ثلاثة اسابيع ،، وغزة تحترق باطفالها ونسائها تمسح احياء كاملة من خارطتها ، وقودها الناس والحجارة ،، وانتم لا تحركون ساكنا ،، والحجة ان حماس ، والجهاد ، وحزب الله ،، هم صناعة ايرانية ،، وهل صنعتم انتم مقاومة عربية .. ثم لماذا سمحتم لايران ،، تسليح وحماية المقاومة ، والانتصار لفلسطين العربية . هل نذكركم ،، وكيف اجتمعتم بقرار امريكي لتدمير العراق ، فحاصرتموه ، وجندتم انفسكم تحت قيادة امريكية – صهيونية ، فاستقويتم على جيشه البطل ، وذبحتم رجاله ونساءه واطفاله ، من الوريد الى الوريد ،، ثم جندتم انفسكم واموالكم واسلحتكم ، لتعطيل دور العراق ، كحارس شجاع للبوابة العربية . وبسبب حقدكم وغلكم ، ظل العراق محطم الخطوات ، محاصرا ، جائعا ، بعد ان اغلقت عليه جميع الممرات ،، ظل خاضعا لمشورة الادارة الامريكية ، وخانعا لأهواء الجمهورية الايرانية . كان من الممكن ،، ان تصغوا الى عقولكم ، ولا تراهنوا على من يكره العراق ويكرهكم ، وان تقدموا النصائح ، وتقوموا بدور الوسيط ، بين العراق والكويت ،، وتطوقون اثار الغزو ، وتنهون الخلاف ، والاختلاف ، وحالة العداء ، بين الاخوة الأشقاء . هكذا كان موقفكم المريب مع العراق ، ومع ليبيا ، وسوريا ،، وقصفتم اهل اليمن .. وجندتم الجامعة العربية لأهوائكم وسياساتكم الغبية . هذه غزة امامكم ،، تنتفض في 7 اكتوبر ،، ثائرة مستنفرة ،، غسلت نيابة عن العرب والمسلمين ، عار الهزائم مع الصهاينة المحتلين . وبدلا من الوقوف لنصرة فلسطين ،، فضلتم التطبيع مع اعداء فلسطين ،، ولم تسترجلوا حتى في تجميد التطبيع ، وسحب السفراء القابعين تحت املاءات تل ابيب . تجتمعون وتعرضون الوساطة بعد الوساطة ،، وتصدرون قرارات خجولة لا تسر العباد ،، ولا تهزكم صيحات حرائر فلسطين ، ولا صرخات اطفال فلسطين ،، وتفضلون الوقوف على الحياد ، وكأن اسرائيل امست عضوا بالجامعة العربية !!. ويا لخزي وسائل اعلامكم ،، حملت عناوين واسماء عربية ، بأستثناء ( الجزيرة) القطرية ،، فجعلتم منها منبرا ، ومرتعا لدهاقنة اسرائيل ،، من محلليين وعنصرين وشوفينيين ،، يعلقون ، ويتبجحون ، ويشتمون ويتوعدون غزة واهلها ،، دون رد من مقدمي برامجكم السياسية . اين ذهب قول الحق ،، ونصرة القضية الفلسطينية ،، واهل غزة ، وابطال المقاومة ، هم الذين رفعوا رأس الامة العربية ، وانتم من سمح ظهور الصهاينة في المنظومة الاعلامية ،، وهم متمسكون بافكارهم ، ويسفهون غيرهم . كل هذا يحدث على مدار. الساعة ،، بالصوت والصورة ، بحجة الحياد ، والالتزام ببنود التطبيع ، والتركيع ، وحبر التوقيع !! الا تشعرون .. بالخجل والندم ، وانتم تراقبون تحليق الطائرات ، وانزال القوات ، مثل ما يراقب غيركم من زعماء العالم ، وقبلكم قالها الرئيس محمد مرسي ،، “لن نترك غزة وحدها ” ،، وانتم اليوم تركتم غزة واهلها لوحدها ،، دون حياء ولا خجل ،، ومن دون ناقة ولا جمل ،، ولا موقف يسجله التاريخ ، ولو من باب الرجاء والأمل . يا للعجب ،، عندما يكون جيش الاحتلال الاسرائيلي ، اهم من المقاومة الوطنية الفلسطينية ،، و اهم من الشرف العربي وشرف حمل البندقية . رحم الله الملك فيصل بن عبد العزيز ، ملك السعودية ،، صاحب القرار التأريخي سنة 73 ، الذي اوقف امدادات النفط الى امريكا والدول الغربية . وانتم اليوم ، تمدون اسرائيل بكل اسباب القوة والتطبيع والبقاء ،، على حساب القضايا العربية ، بحجة الخشية من نفوذ وقوة ايران الصفوية ,, ففضلتكم دولة صهيونية ، على دولة اسلامية . لقد اعجبتكم كثرتكم ، واغرتكم ناطحات السحاب ،، لكنكم تقفون اليوم امامها كالاقزام ، على ارض يباب .